وکالة الحوزة - صرحت عبير خلیل والدة شهید لبناني "محمد جمال تامر" خلال مقابلة مع مراسلة وکالة أنباء الحوزة: اجمل ما حدث معنا هو مفاجئة الولي الفقيه سماحة السيد علي الخامنئي روحي له الفداء عبر احد المقربين منهم وهي قرآن كريم مكتوب بعطر الياسمين لي خصيصي كأم الشهيد محمد تامر وكوفيات لعائلتي..
وفيما يلي نص الحوار:
الحوزة: تفضلي بتقديم نفسك وشرح الصفات الأخلاقية لشهيدك الشهيد محمد جمال تامر وشرح تعليمه ومكانته الاجتماعية وسيرة ذاتیه شهید.
عبير خليل خليل والدة الشهيد محمد جمال تامر، الشهيد محمد كان مثالا للولد البار حيث كان يتمتع باخلاق عالي وخدمة الناس و العائلة دائماً، وكان روحه مرحة جدا مفعما بالحياة دائما، وكان يشارك بكافة الانشطة الرياضية والثقافية والكشفية والدينية لم يكمل الشهيد محمد تعليمه العالي إنما وصل إلى السنة الثانية من التعليم المهني باختصاص المحاسبة.
كان الشهيد محمد مرتبطا بعروسه نادين حمود التي كان يحبها بصدق واخلاص وهي كانت تبادله نفس المشاعر، لكن شاء الله ان لا يتمم هذا الارتباط، فاختاره عريسا برتبة شهيد. كان الشهيد محمد محبوبا جدا من قبل اصدقائه والجميع وخصوصا العائلة والاقارب ورفاق الجهاد .
الحوزة: ما هي برأيك أهم الدوافع وراء جريمة الطيونة ومن المتورطين في هذه الجريمة داخل لبنان أو خارجه؟
أظهرت التحقيقات في جريمة الطيونة أنَّ المتورطين داخل لبنان هم حزب القوات اللبنانية، وبعض عناصر الجيش اللبناني المناهضين فكرياً وعقائدياً للمقاومة في لبنان. وبطبيعة الحال عندما نقول (القوات اللبنانية) يعني أننا نتكلم عن السعودية والكيان الإسرائيلي الغاصب ومن خلفهم جميعاً الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يخفی على أحد علاقة هذا الدول بحزب القوات وبرئيسه المجرم سمير جعجع، كما لا يخفى على أحد الدعم السياسي والمادي والعسكري والاستخباراتي الذي يتلقاه هو وحزبه من هذه الدول المذكورة.
أما عن الدوافع:
- تردد الحديث عن عدة أهداف سعت إليها الجهات المخططة والمنفذة لجريمة الطيونة، وعلى رأس الأولويات تلك هو إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان وجر البلد إلى الفتنة الداخلية التي يريدون من حزب الله أن يكون طرفاً رئيسياً فيها ليتحول سلاحه الذي يقاتل به إسرائيل والإرهاب، إلى سلاح يقاتل به أبناء بلده، ليتحول هذا السلاح إلى ثقل كبير وعبء على الشعب والناس داخل لبنان، وبعدها يُصار إلى تشكيل رأي عام داخلي وخارجي ضده ويطالب بنزعه من أجل إعادة الإستقرار الأمني والنفسي والإجتماعي.
- كما أن انجرار حزب الله إلى الإقتتال الداخلي سيضعفه كثيراً أمام العدو الصهيوني، ويكشف ظهره له، ليقوم بدوره بالإنقضاض عليه والقضاء على ترسانته الصاروخية وأسلحته النوعية وكوادره ومقاتليه الذين يشكلون تهديداً وجودياً للكيان الغاصب.
- تعطيل البلد وتلبيس هذا التعطيل للحزب وحلفائه بدعوة أنهم يعترضون على عمل القضاء في قضية تفجير المرفأ، والتي يستخدمها القاضي المكلف بالقضية للإبتزاز السياسي وتصفية حسابات داخلية وخارجية مع جهات لبنانية لمصلحة الكيان الغاصب ومن يؤيده؛ لكي يُتَّهم حزب الله بأنه يسيطر ويتحكم بكل أجهزة الدولة، وحتى بالسلك القضائي.
الحوزة: هل تسعى أنت وعائلات الشهداء إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه الجريمة؟
نحن رفعنا دعوى ضد كل من كان له يد في هذه المجزرة عبر الثنائي الشيعي(أمل-حزب الله) الذي تولى حفظ دماء الشهداء وكراماتهم .
الحوزة: كيف تعرف دور إيران في المساعدة على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان والدعم الاقتصادي في الوضع الراهن رغم الدعاية الغربية والسعودية ضد إيران في لبنان؟
دور الجمهورية الإسلامية في إيران بالمساعدة على الاستقرار في لبنان كبير جداً، وقد لانتمكن من حصره أو الإضاءة عليه ببضعة سطور.
بدايةً: هي التي دعمت وساهمت وأسست لنشوء حزب الله الذي هزم إسرائيل والإرهاب في لبنان وبعض دول المنطقة، وهو الذي جلب هذا الإستقرار السياسي والأمني لهذا البلد، بفضل مقاومته وقوتها، وسلاحه الدقيق والمتطور.
من جهة أخرى، تبقى الجمهورية الإسلامية راعية الحوار والتقارب بين جميع الأطراف الداخلية، وهي بسياستها الخارجية الفريدة من نوعها لا تتدخل بشؤون أي بلد حتى لو كان حليفاً لها، وتقتصر على تقديم النصائح والمشورات فيما لو طلبها منها أحد.
وأيضاً الدعم الذي تقدمه الجمهورية لكل المستضعفين في العالم، وكذلك مجابهتها للظلم والإستبداد الصهيوني أميركي في المنطقة والذي يحول دون تمادي هذا الإستبداد والغطرسة الأمريكية على دول وشعوب أمتنا العربية والإسلامية.
من ناحية أخرى؛ فإنَّ مدَّ يد العون بالمال والسلع والمشتقات النفطية وغيرها وكذلك السلاح للشعوب المستضعفة، من شأنه أيضاً أن يثبت ويجلب الإستقرار لهذه الدول على عكس ما يروِّج له الغرب المتمثل بأميركا، بأن إيران داعمة ومصدرة للإرهاب، لأن دعم المستضعفين واستنقاذهم من الفقر والجوع والعَوَز لا يعتبر إلا فضيلة عظمى يؤجر ويثاب عليها الشعب الإيراني العظيم وكذلك دولته ومن فوقهم القائد الأعلى المفدَّى.
لذلك؛ لولا إيران اليوم، لكان العراق وسوريا ولبنان وكذلك اليمن وغيرها، في عداد الدول التي تسيطر عليها أميركا وإسرائيل لتنهبها وتستعبد شعوبها وأنظمتها لصالحها هي فقط. فالدور الإيراني مهم جداً وفعال جداً ولا نبالغ إذا قلنا بأنها صاحبة الفضل الأول بهذا الإستقرار بعد الله تعالى.
الحوزة: يرجى شرح الأيام التي سبقت(قبل ایام) استشهاد شهید العزیز محمد جمال تامر والخطط التي كان لديه لحياته المستقبلية؟
قبل استشهاد محمد بعدة أيام كان عنده اجازة من العمل، وفي هذه الايام كان ملتزما مع العائلة في البيت ومتابعا لكافحة حاجاتنا، وكان يقضي وقتا جميلا مع اخوته وعروسه حيث كانا يخططان لبناء عائلة جميلة مفعمة بالحب والفرح ورضا الله سبحانه وتعالى، وكنا نتكلم دائما عما يريد ان يقوم به من خطوات لترتيب انتقاله الى الحياة الزوجية لكن شاء الله ان يختاره شهيدا قبل اكمال احلامه وامنياته .
الحوزة: كيف تريد أن تستمر في طريق الشهيد وما هي الخطط التي لديك للحفاظ على ذاكرته ومساره على قيد الحياة؟
فكر الشهداء سيبقى دائما حي في قلوبنا فكل ما لدينا من عاشوراء مدرسة الامام الحسين والسيدة زينب(سلام الله علیها)؛ لذا نحن دائما نذكر بصفات الشهداء الابرار والاستمرار بنشر آثارهم وصورهم، وما حصل معه من بطولات ومواقف مشّرفة في الحياة الدنيا حتى نالوا الشهادة والرفعة فهي كانت غاية المنى والحمد لله الشهيد محمد كان دائما يقول انا ساستشهد، وستحملوني على الاكتاف هو صاحب اليقين والبصيرة والحمد لله الذي منّ علينا بهذا الشرف الا وهو الالتحاق بركب عوائل الشهداء .
الحوزة: يرجى شرح رحلتك إلى إيران وتلقي هدية من قائد الثورة الإسلامیة؟
لقد وفّقنا الله لزيارة انيس النفوس مولاي علي ابن موسى الرضا(ع) بعد استشهاد محمد فقد لبثنا في كنف الامام الرؤوف(ع) عدة أيام وتخلله عدة زيارة الى كافة الاماكن المقدسة في ايران من مشهد الى طهران وقم، واجمل ما حدث معنا هو مفاجئة الولي الفقيه سماحة السيد علي الخامنئي روحي له الفدا عبر احد المقربين منهم، وهي قرآن كريم مكتوب بعطر الياسمين لي خصيصي كأم الشهيد محمد تامر وكوفيات لعائلتي كان سماحته قد صلى بهم صلاة الليل بنيتنا، وهذا الموقف كان قد اثّر في جدا عند استلام الهدية حيث بكيت كثيرا فرحا وفخرا بهذه الهدية التي لا تقدر بثمن من ولي أمر المسلمين لي أنا ام الشهيد فقد زادني عزا وانا له من الشاكرين.
ما اريد ان اختم به شكري لايران الولاية قائدا وشعبا لكل ما قدموه لنا من دعم ومساندة واهتمام مع الدعاء للجميع بالفرج والنصر وظهور القائم مهدي آل محمد روحي لتراب مقدمه الفدا.
أجرت الحوار: وجیهه السادات الحسیني